التقرير السنوي للجنة الخيرية لطائفة السريان الكاثوليك بحلب لعام 2013
تصويت القراء
ما رأيك بباب المقالات ؟
التصويتات:160
اظهار النتائج
إلى حبيبي أبي
أردتُ أن أكتب عنك فاختفى القلمُ وتطاير الحِبرُ خجلاً أن يقللا من شأنك
ولا يفياك حقك .
أردتُ أن أعبر عنك فتوارت الحروف والكلمات واختبأت الصور والكنايات خوفاً
أن لا تنصفك وتحسن
وصفك .
أردتُ أن أتكلم عنك فتناثرت الأصوات وتشتت العبارات خشيةً أن لا تجيد
إجلالك وظناً منها أن ا
السكوت أكثر وقاراً لك .
عندما أُسألُ "من أنا" وأجيبُ "بأني ابنتك" أشعرُ أني ملكتُ الدنيا
وتحديتُ البشر وأني مسستُ
الشمس وسيطرتُ على القمر .
لا يكفيني أن أضعك إكليلاً على رأسي ووساماً على صدري بل أجعلك أمثولةً
أتباهى بها وأيقونةً
أهتدي لها .
كيف لي أن أشكرك لكوني ابنتك وأحمل اسمك وعشت تحت كنفك ولمست حبك وترعرعت
بحنانِك .
لم تخدشني يوماً ، لم تسيء فهمي مرةً ، لم تغلط ، لم تخطىء ، ما هذا ! هل أنت ملاكٌ
ولستَ من بني الأكوان ؟!
غايتك كانت إسعادي وحياتك لدلالي ، هدفك كان نجاحي وسعيك لتحقق آمالي وتحميني من
غدر الزمان .
رعايتي لك وعنايتي بك أثارت دهشتهم لكنهم لا يعلمون أنها مصدر سعادتي
وكنزٌ لا يحظى به
أيٌ كان .
أردتُ أن أعطيك َروحي أن أهبك أنفاسي ، لكن خذلني بذلك الطب والعلم
والسحر والقدر ...
فقُتِل فيَّ النسيان .
فارقتني وأنت على صدري وفي حضني .... وبذلك شطرتني مزقتني وجعلت جرحي نزيفاً يدمي .
لكنك أنصفتني وأكرمتني إذ وهبتني نعمةً ربانية أن أكون آخر من اتكأتَ
عليه وأسلمتَ روحك بين
يديه .
رحيلك حرمني عطر رائحتك ولون عينيك ، عذوبة صوتك ودفء وجنتيك ، تقبيل يديك والمكوث
بالجوار إليك .
ماذا بقي لدي غير الحسرة عليك ، والندم على كل لحظةٍ لم أكن بين ذراعيك ،
واللوعة من عدم
تمتع عيني بالنظر إليك .
لا أصدق أني رافقتك إلى آخر المشوار وأوصلتك إلى مثواك وعدت من دونك
ودخلت بيتك أبحث
عن وجودِكَ وأتلطمُ عليك .
أبواب السماء تهلل لاستقبالك لأنها لم تعد تحلم بأمثالك ، وأين ستجد
بطهرك ونبلك وبسمو
نفسك ؟!
طُلِب مني أن أصِفك فماذا أقول ؟
أطيبةٌ ورجولةٌ وشرفٌ وذكاء ! أفهمٌ وعلمٌ ولغاتٌ وحسن كلام ! أعزةٌ
وعفةٌ وأدبٌ وخلقٌ وتواضعٌ
يشهدُ له العيان ! جمالٌ وحسنٌ ولباقةٌ وشياكة هندام ، مثالُ النزاهةِ
والأمانةِ والصدق والإحسان !
حكيمٌ عادلٌ كريمٌ خيرُ إنسان ، محبٌ مخلصٌ ناعمٌ كله حنان .
سنونُ عمري لا تكفيني لمدحك والحديث عن قدرك ولا حتى عهودٌ وقرونٌ وأجيال .
خُلِقت للأبوةِ وأسميتَ البنوةِ وكنت مثالاً للأخوةِ وأنت الذي رفعت من
الرجولةِ وأعطيت معنى
للإنسان .
أحبوكَ ، احترموكَ ووضعوكَ بأعلى مكان لأنكَ لم تؤذِ يوماً أحداً ولم
تغدر بأحدٍ مهما كان .
أستسمحك أطلب رضاك أضمك أقبلك ... يا لؤلؤتي ... أوشوشك لأعبر لك عن فخري وامتناني
لأنك أبي .
يا أعز الناس ، يا أحلى الناس ، يا أرق الناس ، يا أعظم رجال البشر .
أحبك ، أعشقك ، أعبدك ... يا ملاكي ... حتى فناء الدهر .
كارلا إدوار حامض
التعليقات (0)